تفشي الحصبة في الولايات المتحدة يقترب من ألف حالة وسط تحذيرات من استمرار انتشار المرض

واشنطن تشهد ارتفاعاً مقلقاً في الإصابات مع انخفاض معدلات التطعيم
تشهد الولايات المتحدة الأمريكية ارتفاعاً حاداً ومقلقاً في حالات الإصابة بمرض الحصبة، حيث اقترب عدد الإصابات المؤكدة من 900 حالة منذ بداية العام الجاري. وتدق المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) ناقوس الخطر، محذرة من أن استمرار انخفاض معدلات التطعيم يهدد ببقاء الفيروس منتشراً على مدار العام.
وأفادت بيانات الـ CDC بتسجيل 884 إصابة مؤكدة حتى نهاية شهر نيسان/أبريل الماضي، وهو ما يمثل ثلاثة أضعاف إجمالي الحالات المسجلة في العام 2024 بأكمله. وتصدرت ولاية تكساس قائمة الولايات الأكثر تضرراً، حيث تجاوز عدد الإصابات فيها وحده 640 حالة، تتركز معظمها في الجزء الغربي من الولاية الذي يشهد تفشياً مستمراً منذ نحو ثلاثة أشهر.
وقد أسفر هذا التفشي عن ثلاث وفيات مأساوية، بينهم طفلان في سن الدراسة الابتدائية، وشخص بالغ في ولاية نيو مكسيكو. وتشير التقارير إلى أن جميع الضحايا لم يكونوا قد تلقوا لقاح الحصبة.
وتشهد 11 ولاية أميركية على الأقل موجات تفشٍ نشطة للفيروس، من بينها إنديانا، ميشيغان، مونتانا، وأوكلاهوما، مما يستدعي يقظة صحية عالية واتخاذ إجراءات وقائية عاجلة.
وتُعد الحصبة مرضاً فيروسياً شديد العدوى يستهدف الجهاز التنفسي قبل أن ينتشر في جميع أنحاء الجسم. وتشمل أعراضه الشائعة الحمى، السعال، سيلان الأنف، احمرار العينين، وظهور طفح جلدي واسع النطاق. وفي بعض الحالات، يمكن أن تتطور الحصبة إلى مضاعفات خطيرة قد تشمل الالتهاب الرئوي، تورم الدماغ، أو حتى الوفاة.
يُذكر أن الولايات المتحدة كانت قد أعلنت القضاء على الحصبة محلياً في عام 2000. إلا أن الحالات الجديدة غالباً ما تكون وافدة من الخارج، وتجد بيئة مواتية للانتشار في المجتمعات التي تعاني من ضعف في مستويات التغطية بالتطعيمات اللازمة. وتعزو مراكز السيطرة على الأمراض عودة ظهور المرض إلى انخفاض معدلات تلقي لقاح “MMR” (الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية) في فترة ما بعد الجائحة، بالإضافة إلى تزايد حالات الإعفاءات الدينية والشخصية من التطعيم، مما يساهم في خلق ثغرات في المناعة المجتمعية ويسهل انتشار الفيروس.